في الرياضة
الرياضه اربع رياضات:
رياضه للصحة والنشاط وابعاد الامراض.
ورياضة للقوة ولدفع العدوان.
ورياضه لحوز البطولات والفوز بالاعجاب.
ورياضه للنظام وللاستعداد للحياة العسكريه .
اما رياضه الصحة فهي التي لا يستغني عنها احد ولابد منها للطفل وللشيخ وللرجل وللمراة وللصحيح وللعليل وافضل انواعها الحركات السويديه على نحو ما يجئ في الاذاعات صباحا والمشي والسباحه واستعمال بعض الادوات كالكرات الخفيفه ومطاط ساندو على ان ان يختار كل امرئ ما يصلحه وما لا يثقل عليه وما يشيرر عليه به طبيبه وعلى ان يقترن ذلك بالغداء الموائم والهواء النقي والمنزل الصحي ولو ان الموظفين الذين يمضون اعمارهم قاعدين على الكراسي وامثالهم من التجار وممن لا يضطره عمله الى حركه اتخذوا لهم نوادي رياضيه حقا لا رياضة بالاسم وجاؤوا لها بمدرب لاغنتهم هذه النوادي عن كثير من الادويه وكثير من الهموم ولاشعرتهم لذه الحياة واما رياضه القوة فهي للدفاع عن النفس ولا يقولون احد انا لا اعداء لي ولا خصومات فانه ليس من احد منا الا وهو معرض يوما الى سفيه يسيء اليه او مجرم يعتدي عليه وليس ينفع في هذا المقام كلام ولاتفيد نصيحه ولا تجدي محاضره ما ينفع الا حيلة من حيل المصارعه اليابانيه تقيد المعتدي اولكمه على الفك تقعده وانا لا اريد ان يتعلم المرء المصارعة ليعدو على الناس بل ليرد بها عن نفسه العدوان .
واما رياضه البطولات والالقاب فهي للافذاذ من الناس الذين خلقهم الله لها وخلقها لهم وليست لنا ولا نحن لها لكن علينا ان نشجع القادرين عليها وان نكرمهم وان نعبد لهم طريق البطوله لان المباريات اليوم كالحروب ولامه التى تظفر في حلقه مبارة كالامه التي تنتصر في ساحه معركه ثم ان في ذلك دعايه للوطن واعلاء لا سمه ودرسا لناشئيه ليسلكوا سبل القوة والرجولة .
واما الرياضه النظاميه فلقد كنا نشكو من اقتصار المدارس عليها فصرنا نشكو من اهمال المدارس لها وميل برامج الرياضه عنها الى البين بون كرة المنضدة والى امثالها من اللعب التي لا تنكر فائدتها ولكنها لا تغني عن الرياضه النظاميه التي تعد الطلاب للحياة العسكريه وتجعل منهم جنودا صغارا .
وبعد فاني ما كتبت عن الرياضة ولست من ابطالها ولا من المعروفين بها الا لانها من اعظم اسباب الشفاء من هذا الداء الذي استعصى على الشفاء وهو داء المشكله الجنسيه ولان فيها –تساميا- عن الشهوة ومنفذا لها ومنفذا –موقتا- من هذا الكبت الذي يطوح بالشباب الى مهاوي الاثم ا والى مساوئ الاضطراب العصبي ولانها من مقومات الاخلاق تعلم صاحبها الاعتماد على النفس وتنفي عنه الغرور عند الظفر والياس عند الهزيمه ....وان مزيه الانكليز الكبرى التى مكنت لهم في الارض انما هي –الروح الرياضية.
كتاب مقالات في كلمات للشيخ الاديب علي الطنطاوي رحمه الله
الجزء الاول الصفحة 229 الى 231
الطبعه السادسه
نقله ابوالمنذر اي اخطاء في الكتابه فهي مني والسلام